Open Hours of Mon - fri: 8am - 6pm, UAE
زها حديد

ما هي قصة المهندسة العراقية زها حديد وما أسباب نجاحها وكيف غيرت عالم التصاميم الهندسية بتصاميمها الفريدة من نوعها !

ولدت زها حديد في 31 تشرين الاول عام 1950 في مدينة بغداد العراقية وهي مهندسة معمارية عراقية بريطانية، معروفة بتصاميمها الفريدة من نوعها في عالم العمارة وتُعد أول امرأة نالت جائزة بريتزكر المعمارية في عام 2004.

بداياتها المهنية

بدأت دراستها في الجامعة الاميركية في مدينة بيروت في لبنان ونالت شهادة البكالوريوس في الرياضيات، وفي عام 1972 سافرت إلى لندن للدراسة في الرابطة المعمارية

والتي كانت مركزاً رئيسياً للهندسة المعمارية التقدمية في سبعينات القرن الماضي، وهناك التقت بالمعماريان إيليا زيغليس و ريم كولهاس، الذين تعاونت معهما لافتتاح مكتب مشترك للعمارة الحضرية إلى أن افتتحت شركتها الخاصة “معماريو زها حديد” في لندن 1979.

اكتسبت زها حديد اعتراف العالم بها عندما فاز تصميمها في المسابقة المعمارية لتصميم مركز The Peak عام 1983، المركز الترفيهي في مدينة هونغ كونغ، والذي هو عبارة عن ناطحة سحاب

وقد أعربت فيه عن نظرتها الجمالية الخاصة بإظهارها لإحساسها بالتجزئة وعدم الاستقرار والحركة، وإسقاطها لهذه الاحاسيس على تصاميمها الهندسية ونمطها المعماري

هذا جعلها تصنف مع مجموعة المعماريين المعروفين بالتفكيكيين، وقد شاع هذا التصنيف من خلال المعرض التاريخي التفكيكي الذي أقيم في متحف الفن الحديث في مدينة نيو يورك عام 1988.

ومع ذلك، فإن تصميمها لمركز The Peak لم ير النور ابداً، حاله كحال العديد من تصاميمها الراديكالية في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي

كتصميمها للكورفورستيندام في برلين عام 1986، ومركز دوسيلدورف للفن والإعلام بين عامي 1992و1993، ودار الاوبرا كارديف باي عام 1994 في ويلز

ونتيجة لذلك بدأت زها تُعرف كمعمارية الورق، بما معناه أن تصاميمها كانت طليعية للغاية وغير قادرة على اجتياز عتبة السكيتشات الى خانة البناء الفعلي

وزاد هذا الانطباع عنها عندما عرضت تصاميمها الخلابة كلوحات ملونة مفصلة منتجة من خلال البرامج المعمارية، وتم الإشارة اليها كعمل فني في معظم المتاحف.

أول عمل يُنفذ

اول عمل يشيد لزها حديد كان محطة إطفاء فيترا بين عامي 1989 و 1993 في ويل ام رين، وهو عبارة عن هيكل مؤلف من سلسلة من المخططات حادة الزوايا، ونتج عنه شكلا يشبه طائراً أثناء الطيران.

وقد تضمنت أعمالها الإنشائية الأخرى من هذه الفترة مشروع اسكان IBA 1989 في برلين، ومعرض Mind Zone 1999 في قبة ميلينيوم،غرينويش في لندن، ومساحة معرض Land Formation One 1997-1999 في ويل ام رين.

من كل هذه المشاريع، اكتشفت حديد في نفسها حباً للمساحات المترابطة والنحت الديناميكي للعمارة.

وعند بدئها العمل لتصميم مركز لويس و ريتشارد روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتي في اوهايو، كانت حديد قد عززت سمعتها كمهندسة معمارية للأعمال المبنية منذ عام 2000

وكان هذا المركز الذي يشغل مساحة 85000 قدم مربع بما يعادل7900 متر مربع، وتم افتتاحه عام 2003،أول متحف أمريكي صممته امرأة.

يقع المتحف في وسط مدينة سينسيناتي، وهو عبارة عن سلسلة عمودية من المكعبات والفراغات، وللجانب المواجه للضارع منه واجهة زجاجية نصف شفافة تجذب انظار المارة

وهذا ما يعارض الفكرة القائمة عن المتاحفة كمساحة مغلقة بعيدة عن أعين الناس وينحني مخطط البناء بشكل انسيابي للاعلى بعد دخول الزائر للمبنى

حيث كانت حديد تأمل ان يكون هذا المتحف سجادة حضرية ترحب بالناس في المبنى.

Image: Richard Bryant—Arcaid/Alamy

النجومية والخلاف

تصميم متحف MAXXI الخيالي الجريئ الذي صممته زها حديد في عام 2010 حاز على جائزة ستيرلينغ للمعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين RIBA لأفضل مبنى لمهندس معماري بريطاني.

أما جائزة ستيرلينغ الثانية التي نالتها حديد فقد كانت للتصميم الاتيق لأكاديمية إيفلين جريس في لندن، أما التصميم المتموج السلس لمركز حيدر علييف الثقافي الذي افتتح في عام 2012 في مدينة باكو في أذربيجان، فقد حاز على جائزة تصميم العام لمتحف لندن للتصميم في عام 2014.

كانت زها حديد أول امرأة تفوز بهذه الجائزة التي تحكم التصاميم في الهندسة المعمارية، بالاضافة إلى الاثاث والازياء والرسومات والمنتج والنقل، وقد كان هذا التصميم هو أول من يفوز بهذه الجائزة من فئة الهندسة المعمارية.

من اعمالها البارزة الأخرى مركز لندن للألعاب المائية الذي تم بناؤه لأولمبياد 2012 ومتحف Eli and Edythe Broad Art، والذي تم افتتاحه في عام 2012 في جامعة ولاية مينشيغان في إيسن لانسينغ في ميشيغان، وبرج الابتكار Jockey Club 2014 لجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية.

بالنظر إلى المجال الذي كانت تعمل فيه زها حديد والذي يسيطر عليه الرجال إلى حد كبير، فان انجازاتها كانت أكثر من رائعة، وعليه فقد كانت تتعرض في كثير من الاحيان لخلافات لم يتعرض لها نظرائها من المهندسين الذكور

كما تعرضت أشكال تصاميمها المعمارية الرائعة للسخرية حتى أن الموقع الاشكالي لمركز لندن للألعاب المائية اجبر حديد على تقليص تصميمها، بينما ساقت الاحتجاجات المتصاعدة إلى إلغاء خطتها تماماً للاستاد الوطني الجديد لدورة الالعاب الاولومبية 2020 في مدينة طوكيو، ثم تم تاجيله لاحقاً بسبب جائحة فيروس كورونا.

وبعد كشف التقرير الصادر عام 2014 عن وفاة حوالي 1000 عامل اجنبي بسبب ظروف العمل السيئة في مواقع البناء في قطر، حيث كان من المقرر افتتاح ملعب الوكرة لكأس العالم 2022

سئلت حديد حينها عن الوفيات بعد تصاعد الجدل حولها، فاعترضت على مسؤوليتها كمهندسة معمارية لضمان ظروف عمل آمنة، واعتبرت ملاحظاتها على نظاق واسع غير حساسة

تفاقم الوضع عندما  زور احد نقاد الهندسة المعمارية في  The New York Review of Books أن 1000 شخص قد لقوا حتفهم في بناء ملعب من تصميم زها حديد في قطر، والذي لم يكن قد بدأ بنائه بالفعل

رفعت حينها زها حديد بحق الناقد والناشر دعوة تشهير، وبعدها أعتذر الناقد والناشر لزها حديد فقبلت اعتذارهما وتبرعت بالمبلغ الذي حصلت عليه نتيجة التعويض لجمعية خيرية تحمي حقوق العمال.

مشاريع أخرى وجوائز بارزة

قامت زها حديد بتدريس الهندسة المعمارية في العديد من الأماكن، بما في ذلك جمعية الهندسة المعمارية وجامعة هارفارد وجامعة شيكاغو وجامعة ييل.

كما انها صممت الاثاث والمجوهرات والاحذية والحقائب والمساحات الظاخلية مثل المطاعم والمسارح .

رحيل المعمارية العراقية زها حديد عن عالمنا

رحلت زها حديد عن عالمنا في 31 آذار في عام 2016 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الاميركية نتيجةً لنوبة قلبية أثناء علاجها من التهاب الشعب الهوائية.

تركت زها حديد عند وفاتها 36 مشروعاً غير مكتملاً من ابرزها استاد كأس العالم 2022 وميناء أنتويرب 2016 ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية 2017 في الرياض في المملكة العربية السعودية.

رحلت زها حديد وتركت عشرات التصاميم المعمارية التي ستحمل بصمتها مع مر العصور والأزمان كواحدة من ألمع وأنجح المهندسين العرب، رحمها الله واسكنها فسيح جناته.

  • إعداد: المهندسة كارمن الصالح
  • تحرير: المهندس بشار الحجي