من التوجهات المعمارية المنتشرة بشكل كبير في الوقت الحالي هي إدخال الإستدامة بالتصاميم المعمارية وتقليل إستهلاك الطاقة فيها والحفاظ على البيئة.
ولكن مما لا شك فيه أن الإستدامة وأساليب حفظ الطاقة كانت موجودة منذ القدم بطرق بسيطة ولا تحتاج إلى التعقيدات الموجودة حالياً.
ومن هذه الأساليب العمارة المحمية تحت الأرض أو العمارة المحمية بالتربة.
إذن ما هي العمارة المحمية تحت الأرض؟
تعرف بأنها فراغ في باطن الأرض وهذا الفراغ ينشأ نتيجة مزاولة الإنسان لأي نشاط عمراني تحت الأرض سواء كان للسكن أو لغيره.
ومن المنظور الحراري هي إستعمال تربة الأرض كجزء من النظام الحراري للمبنی.
وهي أيضاً الفن العلمي لإقامة مبنى محمي بالتربة تتوفر فيه شروط الإنتفاع والمتانة والجمال والإقتصاد
وتفي بحاجات الإنسان المادية والنفسية والروحية والإجتماعية في حدود الإمكانات المتوفرة وبأحسن الوسائل وفي ظل محددات المكان.
عندما يتم بناء منزل كامل محمي تحت الأرض فإنه يسمى مسكن أو مأوى.
كيف يتم حفظ الطاقة في المسكن المحمي تحت الأرض؟
بالنسبة لساكني المنزل فأن أهم ميزة من السكن تحت الأرض هي إمكانية حفظ الطاقة حيث تصل تكاليف الطاقة إلى ثلث ما كان يدفع في الهياكل العادية.
السبب في إن المساكن تحت الأرض تحفظ كمية كبيرة من الطاقة ليس لأن الأرض عازل جيد للحرارة بل على العكس تماماً,
إنما السبب في كونها منظم جيد لدرجة الحرارة عند تدفئتها تبقى دافئة لفترة طويلة حيث أن الأرض لا تتأثر بسرعة أو بشده لتغيير درجات الحرارة كما يفعل الهواء,
مزايا وعيوب إستخدام العمارة المحمية تحت الأرض:
للعمارة المحمية تحت الأرض الكثيرمن الإيجابيات وكذلك لا تخلو من السلبيات,
حيث لا يخلو أي تشكيل معماري من العيوب.
أحد أهم الأسباب التي أدت إلى توجه المعماريين نحو العمارة تحت الأرض هي لأسباب بيئية
وفيما يلي بعض المزايا والعيوب من إستخدام العمارة تحت الأرض:
المزايا البيئية:
- توفر معيشة خالية من الضوضاء والإزعاجات بالإضافة إلى الخصوصية التامة.
- تلغي خطورة الطقس ودرجة الحرارة.
- الإستقرار التام في حالة الكوارث الطبيعية والزلازل.
- تقليل من أثر التلوث البصري الذي يحصل بسبب الأبنية المختلفة.
- الصيانة منخفضة حيث تعتبر المساكن تحت الأرض أقل تلقياً للضرار من المسكن العادي لذلك لا يحتاج إلى صيانة بتكاليف عالية.
العيوب:
- القيود المفروضة لبناء مسكن تحت والتي تتعلق بالمناخ والمنطقة والجيولوجيا المحيطة.
- المشاكل المتولدة نتيجة الكثافة والرطوبة العالية.
- عدم وجود هوية بصرية محيطة
- صعوبات الربط بين الخدمات تحت وفوق الأرض.
- إرتفاع تكاليف البناء الأولية.
- صعوبة التقبل من قبل المجتمع في بعض البلدان.
- التأثير على نفسية الساكنين.
أنماط المساكن المحمية تحت الأرض:
هناك ثلاثة أنماط من المساكن المحمية تحت الأرض التي تطورت بمرور الزمن بفعل العوامل الخارجية المختلفة وهذه الأنماط هي:
بيت الكهف:
المفهوم الأساسي لبيت الكهف من صنع الإنسان يأتي من صوره الكهف الطبيعي ويمكن بناء مساكن الكهوف بسهولة في التضاريس الجبلية المنحدرة.
عادةً ما يكون لبيت الكهف واجهة واحدة وتغطي الأرض الواجهات والجدران الجانبية والسقف.
المسكن داخل التل:
تعتبر المنازل داخل التلال أحد أنماط العمارة المحمية تحت الأرض.
أرضيه هذا الانواع القديمة من البيوت تكون تحت التربة والجدران الجانبية مصنوعة من الحجر أو الخشب ويغطى السقف بالتربة.
ويمكن تشكيل المنازل في التلال عادةً على أرض مسطحه أو على المناطق المنحدرة قليلاً.
ويحتوي هذا النمط على حرية أكبر في التصميم المعماري والتوجيه مقارنة مع مساكن الكهوف.
وقد يكون للمبنىواجهة أمامية واحده ولكن إذا لزم الأمر يتم تنفيذ فتحات إضافية
وفي هذا النوع تكون ظروف الإضاءه والتهوية أكثر كفاءة من منزل الكهف.
ولكن العيب في هذا النوع هو إنه عادةً ما يتكون من الطابق الواحد لذا يحتاج مساحات كبيرة.
مسكن الفناء:
يمكن بناء مسكن الفناء تحت الأرض في المساحات الأرضية المسطحة وتكون الجدران الجانبية والسقف مشيدة من التربة.
سبب إنشاء هذا النمط على عكس الأنماط الأخرى هو للحماية من حرارة فصل الصيف.
يحتوي المبنى على مساحة مركزيه (فناء) والذي عادةً ما يكون مفتوحا في الأعلى ويتم تجميع الغرف السكنية حول الفناء.
الأسطح الصلبة الجانبية للجدران تعزله عن العالم الخارجي تماماً ويمكن أضاءه الغرف فقط من خلال نوافذ السقف والفتحات المطلة على الفناء الداخلي.
- المصدر: أنقر هنا
- إعداد : المهندسة ساره عبد الجليل
- تدقيق : المهندس بشار الحجي