الهندسة هي كلمة مألوفة.. ولكن هل تساءلت يوماً ماذا يعني أن تكونَ مهندساً؟ ما معنى أن يغيرَ إبداعك العالم؟!
الهندسة هي استخدام الأسلوب العلميّ لحلّ المشاكل الحقيقيّة والفعليّة الّتي يعاني منها العالم، وهي تصميمُ وتنفيذ الآلات والأدوات العمليّة لجعل العالم أفضل.
وهي علمٌ متوارث على مر العصور انطلاقاً من عبقرية اليونانيين القدماء كالعالم أرخميدس إلى الفنانين والمهندسين، مثل ليوناردو دافنشي وصولاً إلى مهندسي عصرنا.
وصفها Scott Adams ( فنانٌ وعالمُ اقتصاد): “يعتقدُ النّاسُ العاديون أنه ما لم يحدثْ عطل في الأشياء لا داعي لتطويرها و تحسينها، بينما ينظرُ المهندسون إلى الأشياء بفضول ويعملون على تطويرها باستمرار و حلّ مشاكلها الّتي تبدو غير قابلة للحلّ”.
ما هي فروعُ الهندسة المختلفة؟ وكم عددها؟؟
هناك العديد من الفروع و التّخصصات الهندسيّة، سوف نصنفها وفق فروعها الأساسيّة:
الهندسة الميكانيكيّة
الهندسةُ الميكانيكيّة هي الهندسة الّتي تحبّ استكشاف الأشياء وتفكيكها، ومعرفة مبدأ عملها، وتجميعها مرة أخرى
واكتشاف أيّ مشاكل قد تحصلُ.. وبالتّالي تصميم الآلات لمهام محددة.
الهندسة المدنيّة
الهندسةُ المدنيّة هي فرع الهندسة المهتم بتطوير وصيانة المباني والطّرق والجسور والسّدود..
وتتجلى الهندسةُ المدنيّة في أبهى صورها في الأهرامات المصريّة وبرج خليفة وسد الممرات الثّلاثة في الصّين، وغيرها.
الهندسة الإنشائيّة
الهندسة الإنشائيّة والهندسة المدنيّة صديقان لا يفترقان.
ينظرُ المهندس الإنشائي إلى الأشياء الّتي يصممها المهندس المدنيّ، ويدرسون فيما إذا كانتْ تصاميمهم ومفاهيمهم عمليّة ويمكن بناؤها بأمان.
كما ويقومون بالتّأكد من أنّ الجسورَ ومحطاتِ الطّاقة وناطحات السّحاب والمباني الكبيرة والسّدود وحتّى المنازل سليمة هيكليّاً.
الهندسة الكيميائيّة
يطبقُ المهندسُ الكيميائيّ مبادئ الكيمياء والبيولوجيا والفيزياء والرّياضيات لحلّ المشاكل الّتي تنطوي على إنتاج أو استخدام المواد الكيميائيّة والوقود والأدوية والغذاء والعديد من المنتجات الأخرى.
وهي تصممُ المعدات اللازمة لأساليب الإنتاج على نطاق واسع، وتخططُ وتختبرُ أساليب الإنتاج، وتعالجُ المنتجات الثّانويّة.
هندسة البترول
ينطوي فرعُ الهندسة هذا على تصميم وتطوير أساليب لاستخراج النّفط والغاز من الرّواسب تحت سطح الأرض
كما ويبتكرون طرقاً جديدة لاستخراج النّفط والغاز من الآبار القديمة.
يرى البعض أنّ هذا الفرع بطريقه إلى الزّوال وذلك بالنّظر إلى التّوجهات العالميّة نحو الأشكال المستدامة والنّظيفة من الطّاقة
إلّا أنه من الواضح حسب الدّراسات العالميّة أنّ المنتجاتِ النفطيّة ستستمرُ لفترة طويلة.
الهندسة الكهربائيّة
يقومُ مهندسو الكهرباء بتصميم وتطوير واختبار المعدات والآلات الكهربائيّة، مثل المحركات الكهربائيّة، أنظمة الرّادار والملاحة، أنظمة الاتصالات، معدات توليد الطّاقة…
كما ويقومون بتصميم الأنظمة الكهربائيّة للسيارات والطّائرات.
وهي مسؤولةٌ عن تصميم وتطوير المعدات الإلكترونيّة، بما في ذلك أنظمة البث والاتصالات وأجهزة النّظام العالميّ لتحديد المواقع (GPS)..
يعملُ العديد منهم أيضاً في مجالات وثيقة الصّلة بأجهزة الحاسوب.
الهندسة الصّناعيّة
هي تمثيلٌ صريح للتحسين و التّطوير.. بمعنى هل يمكننا تصميم شيء أكثر كفاءة، ويستغرقُ وقتاً أقلّ للبناء وبموارد أقلّ وأكثر اقتصاديّة؟؟
تحلُّ الهندسةُ الصّناعيّة المشاكلَ التّقنية مثل مشاكل الهواتف والطّائرات والسّيارات وأجهزة الكمبيوتر.. وغيرها من الأشياء الّتي نتعاملُ معها في حياتنا اليوميّة.
هندسة الفضاء
تعرفُ باسم ” هندسة الطيران أو الهندسة الفضائيّة “، وهي واحدة من أكثر الفروع الهندسيّة تشويقاً بكونها تشاركُ في تصميم وبناء الأجهزة الّتي يمكنُ أن تسمحَ للبشر بمغادرة الكوكب، كالطائرات والصّواريخ والمركبات الفضائيّة.
وسواء هاجرنا إلى كوكب المريخ القريب، أو اكتشفنا طريقة للاستقرار على سطح القمر، أو تركنا هذا النّظام الشّمسيّ بالكامل بحثاً عن كوكب آخر
فإنّ مهندسي الفضاء سيكونون مسؤولين عن المساعدة في تطوير سفن الفضاء في المستقبل.
الهندسة الطّبية الحيويّة
الهندسةُ الطّبية الحيويّة هي مجال رائع يجمعُ بين الهندسة والبيولوجيا، وهي تقومُ بتصميم وإنشاء المعدات والأجهزة وأنظمة الكمبيوتر والبرامج المستخدمة في الرّعاية الصّحيّة.
ويمكننا أن نشكرَ الهندسة الطّبية على العديد من الاختراعات، مثل:
الأعضاء الاصطناعيّة، غسيل الكلى، الأدوات الرّوبوتية للجراحة غير التّدخلية، استبدال الأطراف الاصطناعيّة، أجهزة تنظيم ضربات القلب، وغيرها الكثير.
الهندسة البيئيّة
تركزُ الهندسة البيئية على الطّرق الّتي يمكننا من خلالها حماية التّنوع البيولوجي للأرض من التّلوث، وتحسين الصّحة العامة
مما يؤدي للمحافظة على حياة الكائنات الحيّة على هذا الكوكب.
تلتقي الهندسةُ البيئيّة في عدة نقاط مشتركة مع الهندسة المدنيّة، حيث يساعدُ المهندسُ البيئيّ أيضاً في بناء شبكات الصّرف الصّحيّ، والتّركيز على أنظمة تنقية المياه والري، وغيرها من أشكال تحسين الحياة.
تستخدمُ الهندسةُ البيئيّة مبادئ الهندسة، علوم التّربة وعلم الأحياء والكيمياء لإيجاد حلول للمشاكل البيئيّة
مثل: تحسين إعادة التّدوير، التّخلص من النّفايات، مكافحة تلوث المياه والهواء.. وتتناولُ القضايا العالميّة، مثل مياه الشّرب غير الآمنة، تغير المناخ والاستدامة البيئيّة.
الهندسة النّوويّة
يقومُ المهندسُ النّوويّ بتطوير العمليات والأدوات والنّظم المستخدمة في الطّاقة النّوويّة والإشعاع.
ويجدُ العديد من هؤلاء المهندسين استخدامات صناعيّة وطبية للمواد المشعة، كما يتخصصُ الكثير من المهندسين النّوويين في تطوير مصادر القدرة النّووية للسفن للمركبات الفضائيّة.
العلماء و المهندسون و التنافس الودي المستمر
هناك نوعاً من التّنافس الوديّ بين العلماء والمهندسين بشكل دائم، وذلك لأنّ الهندسةَ والعلوم مترابطة في جوهرها..
يقومُ العلماءُ بالأبحاث والتّجريب والتّمييز بين النّظريات والفرضيات وتحليل البيانات، بينما يصممُ المهندسون تطبيقات عمليّة لتلك الاختراعات العلميّة.
- إعداد: المهندسة بيان مهنا
- تدقيق: المهندسة أسماء حمود
- تحرير: المهندس بشار الحجي