قام المهندسون بتطوير روبوت يجري عمليات جراحية داخل عيون المرضى بكل دقة وحرفية بدون أي اغلاط

وخاصةً أن هذا النوع من العمليات يُعد بالغة الدقة والحساسة لأن فيه يتم إزالة أغشية من شبكية العين.

يُعتبر نمو الأغشية على شبكية العين مرض بالغ الخطورة ويشوش الرؤية وإذا ترك بدون معالجة قد يؤدي إلى العمى الدائم.

أهمية الروبوت مقارنةً بأطباء العيون

يقوم أطباء العيون في وقتنا الحالي بإجراء هذا النوع من الجراحات يدوياً وتُعتبر من العمليات بالغة الحساسية والخطورة

نظراً إلى الطبيعة الحساسة لشبكية العين وضيق الفتحة التي يتم إجراء الجراحة فيها.

حتى الجراحين والأطباء ذوي الخبرة العالية يُمكن يتركوا جروح بعد العمليات بدون قصد تسبب نزيف وندوب مما يؤدي إلى ضعف في البصر.

و وفقاً للباحثين الذين اختبروا الجراحة الروبوتية الجديدة العينية من خلال تجربة صغيرة، قالوا إنها تحتاج إلى دقة عالية

وضربوا مثال بأن نبض الدماء داخل أيدي الجراحين الذين يقومون بهذا النوع من العمليات يؤثر على دقة هذه دقتها

وفي تجربة تمت في مستشفى في المملكة المتحدة أجرى الأطباء جراحة إزالة الأغشية من أعين  12 مريض

خضع ستة منهم لعمليات تقليدية تمت بواسطة أطباء بشريين، والستة الأخرون خضعوا لعمليات تمت بواسطة الجراح الروبوتي الجديد.

أظهرت النتائج أن المرضى الذين تمت عملياتهم بواسطة الروبوت كانت أنجح وعانوا من نزيف وأضرار أقل بشبكية العين.

الجراحة الروبوتية المستقبلية

صرح الدكتور روبرت ماكلارين وهو أستاذ في طب وجراحة العيون في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وقائد فريق الدراسة أن هذه التقنية هي رؤية لجراحة العيون في المستقبل.

قال أيضاً الدكتور مارك دي سميت وهو طبيب للعيون وساعد في تصميم الروبوت أن هذه هي المراحل الأولى لتقنية ستكون جديدة وقوية

وأضاف أن هذه التقنية قامت بعمل بقمة السلامة والأمان في عملية حساسة للغاية.

يُمكن للنظام الروبوتي توفير دقة عالية تبلغ 10 ميكرون وهي أعلى بنحو 10 مرات من دقة الجراحين البشريين.

ما هو مرض أغشية العيون ؟

ينتج هذا المرض عن طريق نمو غشاء في شبكية العين يسبب ضعف في البصر، وتُعرف شبكية العين بأنها طبقة رقيقة موجودة في مؤخرة العين

والتي تحول موجات الضوء إلى نبضات عصبية يفسرها الدماغ  إلى صور.

يُمكن أن يتشكل الغشاء فوق الشبكية بسبب ضربة للعين أو بسبب مرض السكري

ولكن السبب الأكثر شيوعاً يرتبط بالتغيرات الطبيعية في الجسم البلوري وهي مادة تشبه الهلام تملأ العين وتساعدها في الحفاظ على شكلها الدائري

وعع تقدم البشر بالعمر يتقلص الجسم البلوري ببطء ويبتعد عن سطح الشبكية وقد يتمزق في بعض الأحيان.

يتشكل الغشاء على شكل ندبة على شبكية العين ويشوش الرؤية أو يمكن أن يشوه شكل شبكية العين

يُمكن أن يتشكل أيضاً في منطقة قريبة من مركز الشبكية وهي منطقة حسسة للغاية في العين وعندما تتشكل الأغشية فيها تصبح الرؤية المركزية غير واضحة ومشوهة.

قال الدكتور ماكلارين أن إزالة الغشاء يُمكن أن يُحسن الرؤية لكن الجراحة معقدة للغاية لأن الغشاء تبلغ سماكته حوالي 10 ميكرون فقط

أي حوالي عُشر عرض شعرة الإنسان ويجب إزالته من شبكية العين دون الإضرار بشبكية العين

كل ذلك يتم بعملية بالغة الحساسية وخاصةً أن عين المريض المُخدر تهتز  مع كل نبضة قلب.

مراحل تطوير تقنية الروبوت

في وقتنا الحالي أصبحت الجراحة بمساعدة الروبوتات في العديد من القطاعات امراً شائعاً مثل إزالة الأورام السرطانية واستئصال الرحم واستئصال البروستات.

لكن ظل الباحثون يقولون إنه لم يتم تجربة الجراحة الروبوتية على الأعين البشرية أبداً نظراً للدقة المطلوبة في ذلك.

لكن الدكتور مارك والدكتور روبرت وفرقهم من المهندسين عملوا لمدة عشر سنوات على تطوير روبوت جراحة العيون

وجربوه على اعين الخنازير حينها التي لها نفس حجم الأعين البشر، بعد ذلك استخدموه في جراحة لمريض يبلغ من العمر 70 عاماً وتكللت العملية بالنجاح

أجروا بعد ذلك دراسة على 11 مريض آخر في تجارب سريرية لمعرفة دقة الروبوت الآلي مقارنةً باليد البشرية.

هل سيغني الروبوت عن أطباء جراحة العيون في المستقبل ؟

يعمل الروبوت كيد ميكانيكية تحتوي على سبعة محركات مستقلة يمكنها أن تجعل حركته دقيقة للغاية.

يقوم الروبوت بإجراء العملية داخل العين من خلال ثقب يبلغ قطره أقل من 1 ميليمتر ويدخل ويخرج من خلالها طوال فترة الجراحة.

يقوم الجراح بالتحكم بالروبوت من خلال ذراع تحكم وشاشة لمس لمناورة لمراقبة حركته من خلال مجهر للجراحة.

خلال التجارب الجراحية الروبوتية التي تمت على المرضى الستة أصيب اثنان منهم بنزيف دقيق وتعرض أحدهم للمس الشبكية

وهذا يعني أن هناك خطر للإصابة بتمزق الشبكية وانفصالها.

بينما في مجموعة الجراحة التقليدية التي قام بها الأطباء البشريين والمؤلفة من خمسة مرضى عانوا جميعهم من نزيف دقيق

واثنان منهم تعرضوا للمسات شبكية العين.

الخاتمة

بعد انتهاء التجارب قال الاطباء أن الدقة التي يوفرها الروبوت ستسمح بإجراء عمليات جراحية بالغة الدقة كان يحلم الجراحين البشريين بإنجاوها.

على سبيل المثال  يأمل الباحثون في استخدام الروبوت في وضع إبرة دقيقة تحت الشبكية وحقن السوائل من خلالها

مما قد يساعد في العلاج الجيني للشبكية وهو علاج واعد للمرضى الذين يعانون من العمى.

قال الدكتور ماكلارين لمجلة Live Science:

“إن التكنولوجيا الروبوتية مثيرة للغاية والقدرة على العمل تحت الشبكية بأمان ستمثل تقدماً هائلاً في تطوير العلاجات الجينية و الخلايا الجذعية لأمراض الشبكية”.

تم تطوير الروبوت الجراحي من قبل شركة Preceyes BV وهي شركة روبوتات طبية هولندية تأسست في جامعة أيندهوفن.

المصدر: اضغط هنا

• إعداد: المهندسة لين اسماعيل
• تدقيق: المهندس خليل محمود
• تحرير: المهندس بشار الحجي