في عام 2011 تمت عملية إزالة سدين كبيرين لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر إلوا في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية

وذلك بسبب أن السدين اعاقى وصول أسماك السلمون المهاجرة إلى مناطق التكاثر لما يقرب من 100 عام، واعتبرت هذه الإزالة هي أكبر عملية لإزالة السدود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

يقع معظم نهر إلوا البالغ طوله 45 ميلاً في الحديقة الأولمبية الوطنية بواشنطن ويصب في مضيق خوان دي فوكا، ويعد هذا النهر موطن لجميع أنواع أسماك السلمون.

قبل بناء السدود كان يعود سنوياً 400 آلف فرخ من أسماك السلمون إلى النهر للتكاثر والتفريخ، أما بعد بناء السدود فلا يعود إلا أقل من 3 آلاف فرخ.

ونسبة 90٪ من أسماك السلمون يكون من المستحيل عليهم الوصول إلى موطنها حتى عند إضافة ممرات سمكية باهظة الثمن إلى السدود لمساعدة السلمون على الهجرة إلى أعلى النهر.

لكن في عام 1992 نص قانون استعادة النظام البيئي لنهر إلوا ومصائد الأسماك على إزالة السدين وبلغت تكلفة الإزالة 325 مليون دولار.

كيف يمكن المهندسون من إزالة السدود العملاقة ؟

كمثال عن طرق إزالة السدود التي يعتمدها المهندسون سنأخذ تجربة إزالة السدين من نهر إلوا كمثال عن التقنيات الهندسية المستخدمة.

استخدم المهندسون تقنيات مختلفة لإزالة السدين من نهر إلوا ففي سد Elwha وهو سد واسع وقصير نسبياً، تم أولاً خفض مستوى مياه الخزان للسد وتم بناء Cofferdams وهي حاويات مؤقتة لتحويل مياه السد إلى قنوات مؤقتة

بعد إزالة محطة توليد الطاقة والهياكل الأخرى من السد تم ملء قناة التحويل لإعادة النهر إلى مساره الطبيعي.

أما بالنسبة للسد الثاني وهو سد غلينز كانيون فقد كان أطول من سد Elwha وشمل تفكيكه إنشاء قنوات تصريف مؤقتة على جانبي السد لتصريف مياه الخزان

ثم تمت إزالة طبقات السد تدريجياً مع انخفاض منسوب المياه حتى استعادة التدفق الطبيعي للنهر.

السدود بمختلف احجامها

تحتوي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها على أكثر من مليوني سد مختلفة الأحجام، وقال بروس بابيت وهو وزير الداخلية السابق للولايات المتحدة أنه في المتوسط تقوم أمريكا ببناء سد واحد كل يوم منذ توقيع إعلان الاستقلال للبلاد.

يتم بناء السدود لتوفير مقومات الترفيه وللسيطرة على الفيضانات وللحماية من الحرائق والري وإمدادات المياه أو الطاقة الكهرومائية

ومن بين المليوني سد الموزعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة هناك أكثر من 4 آلاف سد غير آمنة، وبحلول عام 2020 كان قد بلغ 85٪ من السدود عمر يفوق الـ50 عاماً وهو متوسط ​​عمر السدود.

مع مرور الوقت تصبح بعض السدود أقل جدوى من الناحية الاقتصادية، فمع تراكم الرواسب خلف السد لا يمكن للخزان أن يحتفظ بنفس القدر من المياه

حيث تمنع الرواسب المياه من الذهاب إلى التوربينات ، أو تعرقل قدرة السد في التحكم في الفيضانات وتجميع المياه بكفاءة.

قد لا تكون تكلفة الصيانة الدورية أو تطوير الآلات لتلبية المتطلبات التنظيمية للسدود القديمة منطقية من الناحية الاقتصادية

لذلك غالباً ما تكون إزالة السدود القديمة أقل تكلفة من محاولة صيانتها أو إصلاحها.

• إعداد: المهندسة رهف محمود
• تدقيق: المهندسة كارمن صالح
• تحرير: المهندس بشار الحجي