كيفَ يمكنُ للبشرِ أن يعانوا من قلةِ المياهِ على كوكبٍ تشكلُ المياهُ فيه نسبة 71% من سطحِهِ؟
نأملُ أن تكونَ هذه أحدى التساؤلاتِ العامةِ الّتي ستطرحُها الأجيالُ القادمةُ على نفسِها.
كشفتْ مجموعةٌ من الباحثين الدّوليّين حديثاً عن تقنية قادرةٍ على تحويلِ المياهِ قليلةِ الملوحةِ و مياهِ البحرِ إلى مياهٍ قابلةٍ للشربِ
وتكون آمنةٍ و نظيفةٍ في أقلِّ من 30 دقيقة باستخدامِ تركيبةٍ معدنيّةٍ عضويّة (MOFs) وأشعةِ الشّمس واطلقوا عليها أسم.
فما هي هذه التقنية ؟
التركيبةُ المعدنيّةُ العضويّةُ (MOFs) هي عبارةٌ عن موادٍ مساميّةٍ ذات مساحاتٍ سطحيّةٍ عاليةٍ جدًا
تتكونُ من أيوناتٍ معدنيّةٍ تشكّلُ مادةً بلوريّةً بأكبرِ مساحةٍ سطحيّةٍ ممكنةٍ مقارنةً بالموادِ الأخرى.
قامَ فريقُ الباحثين بتطويرِ تركيبةٍ معدنيّةٍ عضويّةٍ جديدةٍ تمامًا، أطلقوا عليها اسم (PSP-MIL-53)
قادرةً على تنقيةِ الشّوائبِ والملحِ من مياهِ البحرِ والمياه الملوثةِ فعندما تُوضعُ التّركيبةُ المعدنيّةُ PSP-MIL-53 في الماءِ؛ تقومُ بسحبِ الأيوناتِ من الماءِ واحتجازها على السّطحِ.
وأظهرتْ دراساتُ فريقِ البحثِ أنَّه باستخدامِ تركيبةٍ معدنيةٍ عضويةٍ تمكّنوا من تقليلِ الموادِ الصّلبةِ الذّائبةِ (TDS)
كلياً من الماء من 2233 جزء في المليون إلى أقلّ من 500 جزء في المليون.
وهذا يعتبرُ أقلّ بكثيرٍ من الحدِّ الّذي أوصتْ بِه منظمةُ الصّحةِ العالميّةِ وهو 600 جزء في المليون لمياهٍ أمنةٍ و صالحةٍ للشربِ.
كما وتمَّ تحقيق كلّ هذا في أقلّ من 30 دقيقة، وباستهلاكِ طاقةٍ أقلّ بكثير من الطّاقةِ المستهلكةِ في الطّرقِ الأخرى لتحليةِ المياهِ.
هل هذه تقنية واعدة ويمكن استخدامها بشكل دائم؟
أكّدَ فريقُ البحثِ أيضًا أنّه يمكنُ تجديد بلوراتِ التّركيبةِ المعدنيّةِ العضويّة (MOFs) في غضونِ أربعِ دقائق فقط، وذلك بتعريضِها لأشعةِ الشّمس لإعادةِ استخدامِها مرة أخرى.
صرّحَ الأستاذ هوانتينغ وانغ ن قسمِ الهندسةِ الكيميائيّةِ في جامعةِ موناش في أستراليا في بيانٍ صحفيّ:
“لقد تمَّ استخدام تقنية تحليّة المياهِ لمعالجةِ النّقصِ المتصاعدِ في مياهِ الشّربِ على مستوى العالمِ”.
و أضافَ: “نظرًا لوفرةِ المياهِ قليلةِ الملوحةِ ومياهِ البحرِ، ولأن عملياتِ تحليّةِ وتقطيّرِ المياهِ ممكنة، يمكنُ تزويدُ المياه المعالجة في الأنظمةِ المائيّةِ الحاليّةِ بأقلِّ مخاطرٍ صحيّة”.
فالمشكلةُ تكمنُ في عملياتِ التّحليّةِ و التّنقيةِ الحراريّة الّتي تعتمدُ على عمليةِ التّبخرِ و الّتي تتطلبُ عادةً استهلاكًا عاليًا للطاقةِ.
كما أنَّ عمليةَ التّناضحِ العكسيّ أو الأسموزية المعاكسة (طريقة لتنقية المياه) تستهلكُ أيضًا قدراً كبيراً من الطّاقةِ
و تتطلبُ الكثيرَ من الموادِ الكيميائيّةِ للتنظيفِ و إزالةِ الكلور.
وختمَ البروفيسور وانغ:
” إنَّ أشعةَ الشّمسِ هي أكثر مصادر الطّاقةِ تجدداً ووفرةً على وجهِ الأرض، وأنَّ عمليةَ تحليّةِ المياهِ الجديدةِ قائمةٌ على استغلالِ أشعةِ الشّمسِ
لتوفيرِ حل فعّال للطاقةِ المستدامةِ بيئيًا لتحليّة المياه”.
مصدر المقال : انقر هنا
- إعداد : المهندسة ملاك بعيو
- تدقيق : المهندسة أسماء حمود
- تحرير : المهندس بشار الحجي