تعود جذور الهندسة الميكانيكيّة إلى رياضيات وفيزياء نيوتن ورسومات دافنشي وقوة المحرك البخاري.

ولقد تطور هذا التّخصص لحل المشكلات الحديثة في مجالات الصّحة والطّاقة والنّقل.

يقول كين جودسون وهو رئيس قسم الهندسة الميكانيكيّة في جامعة ستانفورد:

“هناك وجهة نظر تقليديّة مفادها أنّ الهندسة الميكانيكية تتعلق بالسيارات والرّوبوتات والدّورات الدّيناميكية الحراريّة، وهذا صحيح إلى حد ما، غير أنَّ حدود الهندسة الميكانيكية تخطت تلك المواضيع”.

فعند التّدقيق في أيّ عمل هندسي نجد أنَّ الهندسة الميكانيكيّة تشكل أساس هذا العمل أو جزء منه أو تدخل في تفاصيله النّانوية على أقلّ تقدير.

يقوم المهندسون الميكانيكيون بتصميم شفرات المحركات التّوربينية الضخمة للطائرات، و تصوير الأجنحة النابضة للطيور أثناء طيرانها

ودراسة تدفق الدم عبر القلب بالإضافة إلى التّفاعلات بين الخلايا، ويقومون أيضاً بإصلاح الهياكل الذّرية للبطاريات

ويكتشفون استراتيجيات تبريد نانوية للحفاظ على الترانزستورات التي تتقلص باستمرار من الحرارة الزائدة.

كل ذلك يجعل من الهندسة المكيانيكية مهنة عظيمة للبشرية.

أضاف أيضاً كين جودسون: يعامل المهندسون الميكانيكيون مع  مجمعات الطّاقة الشّمسية الضخمة التي يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار

ويقومون بدراسة التّفاعلات النّانوية للضوء والجزيئات لإنتاج طاقة نظيفة ومتجدّدة.

وقال أن لا يزال المهندسون في جامعة ستانفورد يقومون بالأبحاث المعقدة وإذا ذهبت إلى بعض مختبراتنا، فسترى أشخاصاً يستخدمون المجاهر الإلكترونية

أو يقومون بأشياء صغيرة الحجم قد تتخيلها لا تحدث إلا في كلية الطب أو المخابر الكيميائية والفيزيائية.

 

الهندسة المكيانيكية واهميتها للبشرية

إنّ العمود الفقري للهندسة الميكانيكية هو فهم عميق للقوى التي تحكم سلوك المكونات والأنظمة، قوى ذات مقادير تتزايد أو تنخفض بالنسبة للحجم.

تنطبق الرؤى المتعلقة بالميكانيكا والمواد والدّيناميكيات والضّوابط والتّصميم والتّصنيع على الأنظمة الكبيرة والصّغيرة على حدٍ سواء.

وتعتبر دراسات السّوائل والحرارة والمعروفة أيضاً بإسم العلوم الحرارية، ذات صلة اليوم بالهندسة الميكانيكية.

تنطبق هذه المفاهيم على جسم الإنسان على نطاق واسع،  فبعض المهندسون ينظرون إلى أعضاء الإنسان كاملة ويكتشفون كيف يطور الدّماغ البشري نفسه

وآخرون يبتكرون جيلاً جديداً من الرّوبوتات الجراحيّة والأطراف الاصطناعية التي تقترب وظائفها من وظائف الجسم البشري الحقيقي.

وعلى المستوى البيولوجي الصغير، يبحث المهندسون الميكانيكيون في التّدفق المعقد وفصل السّوائل على المستوى المجهري

للمساعدة في اكتشاف البكتيريا المسببة للأمراض أو التّهديدات البيولوجية الخطيرة.

كل ذلك يجعل من الهندسة الميكانيكية مجال ناضج جداً.

• إعداد: المهندسة بيان مهنا
• تحرير: المهندس بشار الحجي