Open Hours of Mon - fri: 8am - 6pm, UAE
حاضنات

لماذا يتم استخدام حاضنات الأطفال وكيف تعمل وماهي أنواعها ؟

بعد الانتظار الطويل الممتزج بمشاعر الحب والحماس لاستقبال المولود الجديد، قد يضطر بعض الآباء للانفصال عن أطفالهم

ليتم وضعهم في الحاضنات وذلك في حال ولد الطفل قبل أوانه، أو كان مريضاً ويحتاج لعناية فائقة.

وبكثير من الفضول يتساءل الآباء عن الحاضنة وعن ماهي والتي تعتبر جهاز مهم في التجهيزات الطبية الموجودة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU).

لذا سيتم في هذا المقال تغطية كامل المعلومات حول الحاضنات من استخدامها إلى وظائفها المختلفة، ولا مانع قي حال حاجتك لمزيد من المعلومات عزيزنا القارئ من سؤال الطاقم الطبي في المستشفى عن أي استفسار، فهم موجودين دائماً في الخدمة.

لماذا يحتاج الطفل أن يكون في الحاضنة؟

تُعتبر الحاضنات من أهم المعدات الموجودة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

حيث يتم استخدامها جنباً إلى جنب مع الأجهزة والإجراءات الأخرى لضمان توفير أفضل بيئة ممكنة ومراقبة مستمرة للأطفال الذين يحتاجون لدعم إضافي.

تم تصميمها لتكون بمثابة رحم ثانٍ للطفل يحميه ويؤمن له الظروف المثلى للنمو.

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الطفل بحاجة إلى التواجد داخل الحاضنة ومنها:

الولادة المبكرة

قد يحتاج الأطفال المولودين قبل أوانهم إلى وقت إضافي لتنمية رئتيهم وأعضاء حيوية أخرى (فمن الممكن أن تكون أعينهم وآذانهم حساسة للغاية لدرجة أن الضوء الطبيعي والصوت قد يتسببان في تلف دائم لهذه الأعضاء)

كما أن الأطفال الذين يولدون مبكراً جداُ لن يكون لديهم الوقت الكافي لتتشكل الدهون تحت الجلد مباشرة وبالتالي سيحتاجون لمساعدة الحاضنة في إبقاء أجسادهم دافئة.

مشاكل تنفسية

في بعض الأحيان يكون لدى الأطفال سوائل أو عِقي (وهي مادة برازية تُنتج في أمعاء الجنين قبل ولادته من الممكن أن يتنشقها مع السائل الأمنيوسي لأسباب معينة) في رئتيهم.

مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد.

كما قد يكون لدى الأطفال حديثي الولادة أيضاً رئة غير ناضجة وغير مكتملة النمو الأمر الذي يتطلب مراقبة الطفل وتأمين الأوكسجين الكافي له.

العدوى

تعمل الحاضنات على تقليل فرصة انتقال الجراثيم وأشكال العدوى المختلفة للطفل أثناء فترة تعافيه من الأمراض

كما تُعتبر الحاضنات أيضاً مكان آمن للطفل ليتم مراقبة بارامتراته الحيوية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وليتم إعطائه الحقن الوريدية من الدواء والسوائل إذا احتاج ذلك.

آثار سكري الحمل

في حال كانت الأم مصابة بسكري الحمل، سيتعين على الطبيب إبقاء الطفل لفترة وجيزة داخل الحاضنة دافئاً مرتاحاً ريثما ينتهي من مراقبة نسبة السكر في دمه.

اليرقان

تحتوي الحاضنات على أضواء خاصة للمساعدة في تقليل اليرقان واصفرار الجلد عند الطفل، حيث يُعد اليرقان شائع عند الأطفال حديثي الولادة

وقد يحدث عندما يكون لدى الأطفال مستوى عالٍ من البيليروبين، وهو صبغة صفراء يتم إنتاجها أثناء التفكك الطبيعي لخلايا الدم الحمراء.

الولادة الطويلة والمؤلمة

في حال تعرض المولود الجديد لصدمة، فإنه سيحتاج إلى مراقبة مستمرة ودعم طبي إضافي.

وهنا يأتي دور الحاضنة في توفير بيئة آمنة شبيهة بالرحم لمساعدة الطفل في التعافي من آثار الصدمة.

انخفاض الوزن عند الولادة

حتى لو لم يكن الطفل سابقاً لأوانه، فإذا كان صغير الحجم لدرجة كبيرة، فقد لا يتمكن من البقاء دافئاً بدون المساعدة الإضافية التي تقدمها الحاضنة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج  الأطفال ذوو الوزن المنخفض إلى نفس الوظائف الحيوية التي يحتاجها الأطفال الخدج مثل (التنفس والأكل).

كما سيحتاجون أيضاً للاستفادة من الأوكسجين الإضافي والبيئة الخاضعة للرقابة التي توفرها الحاضنة.

التعافي من الجراحة

إذا احتاج الطفل إلى إجراء عملية جراحية بسبب إحدى المضاعفات بعد ولادته، سيستدعي الأمر بعد ذلك مراقبته ووضعه في بيئة آمنة، وطبعاً الحاضنة هي الخيار الأمثل لتفي بهذا الغرض.

ماذا تفعل الحاضنة؟

قد يكون من السهل اعتبار الحاضنة مجرد سرير لطفل مريض، بينما دورها يتجاوز كونها مجرد مكان للنوم.

حيث صُمّمت لتوفر للأطفال حديثي الولادة مكاناً آمناً ومُتحكّم به ليعيشوا فيه بينما تتطور أعضاءهم الحيوية.

وعلى عكس السرير البسيط، فقد توفر الحاضنة بيئة يمكن تعديلها لتوفير درجة الحرارة المثالية بالإضافة إلى الكمية المثالية من الأوكسجين والرطوبة والضوء.

وبدون هذه البيئة الخاضعة للسيطرة على وجه التحديد، قد لا يستطيع العديد من الأطفال البقاء على قيد الحياة، وخاصة أولئك الذين ولدوا قبل بضعة أشهر من أوانهم.

كما قد توفر الحاضنة إمكانية التحكم في الجو المحيط، والحماية من مسببات الحساسية والجراثيم والضوضاء المفرطة ومستويات الضوء التي قد تسبب الضرر.

وتُتيح الحاضنة أيضاً القدرة على التحكم في الرطوبة لحماية بشرة الطفل من فقدان الكثير من المياه أو من أن تصبح جافة ومتشققة.

والجدير بالذكر، أن الحاضنة تشتمل على معدات إضافية لمراقبة مجموعة من البارامترات الحيوية

بما في ذلك درجة حرارة الطفل ومعدل ضربات قلبه. حيث ستسمح هذه المراقبة للممرضات والأطباء بتتبع الحالة الصحية للطفل باستمرار.

وتحتوي الحاضنة على فتحات في الأعلى أو على الجانبين يمكن من خلالها الوصول إلى الطفل وإجراء التدخلات الطبية المختلفة.

ويمكن استخدام الحاضنات بالاقتران مع الإجراءات الطبية الأخرى مثل:

  • التغذية عن طريق الوريد
  • الحقن الوريدي لتوصيل الدم والأدوية
  • مراقبة الوظائف الحيوية باستمرار
  • التهوية
  • استخدام مصابيح خاصة لعلاج اليرقان

وبعد كل ما تم ذكره حول الحاضنات نستخلص أنها لا تحمي الطفل فحسب، بل توفر البيئة المثالية للمهنيين الطبيين لمراقبة حالة الرضيع وعلاجه.

أنواع الحاضنات المختلفة

قد نصادف أنواع مختلفة من الحاضنات، تم تصميم كل منها بشكل مختلف قليلاً مع مزايا وقيود مختلفة ومن هذه الأنواع الحاضنات المفتوحة، والحاضنات المغلقة، والحاضنات المتنقلة.

الحاضنة المفتوحة:

وتسمى أيضاً المدفأة المشعة نظراً لاحتوائها على عنصر تسخين مُشع إما في الأعلى أو قد يعطي الحرارة من الأسفل.

ويتم التحكم في درجة الحرارة الناتجة تلقائياً عن طريق مستشعرات حرارية موضوعة على جلد الطفل.

بينما يوجد الكثير من الشاشات إلّا أن الحاضنة تكون مفتوحة  فوق الطفل الأمر الذي يجعلها غير متحكمة بدرجة الرطوبة كما في الحاضنات المغلقة.

وبالرغم من ذلك فهي قادرة على مراقبة الوظائف الحيوية للطفل وتدفئته، مع توفير إمكانية الوصول السريع والسهل للطفل من خلال الفتحة في الأعلى

وهي تُعتبر مناسبة للأطفال الذين يحتاجون بالدرجة الأولى لتدفئة مؤقتة ولقياس الوظائف الحيوية.

عدم قدرتها على التحكم في الرطوبة والحماية من الجراثيم المحمولة جواً يجعلها خياراً غير مثالياً للأطفال الذين هم بحاجة في المقام الأول لبيئة أكثر تحكماً وحماية من الجراثيم.

الحاضنة المغلقة:

وهي الحاضنة التي تُحيط الطفل من جميع الجهات مع وجود فتحات على الجانبين للسماح للأيدي البشرية وأنابيب القسطرة المستخدمة للحقن الوريدي بالوصول إلى الداخل

وهي مصممة لتحمي بشكل كبير الطفل من الجراثيم والضوء والعناصر الخارجية الأخرى. فالعيش داخلها أشبه بالعيش داخل فقاعة يتم التحكم بجوها.

وأحد أكبر الاختلافات بين الحاضنة المفتوحة والمغلقة يتمثل بكيفية التحكم في درجة الحرارة وطريقة توزيعها.

حيث تسمح الحاضنة المغلقة بنفخ الهواء الدافئ عبر مظلة تحيط بالطفل.

كما يتم التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة يدوياً باستخدام مقابض على السطح الخارجي للحاضنة وتعديلها تلقائياً استناداً إلى مستشعرات الحرارة الموجودة على جلد الطفل.

وتتميز الحاضنات المغلقة ببيئاتها الدقيقة الخاصة، هذا يعني أنها مثالية للأطفال الذين يحتاجون إلى حماية إضافية من الجراثيم وتقليل الضوء والصوت والتحكم في الرطوبة.

وتحتوي بعض الحاضنات المغلقة أيضاً على جدارين للمساعدة في منع فقدان الحرارة والهواء، وتسمى هذه عادة بالحاضنات ذات الجدران المزدوجة.

الحاضنات المتنقلة:

وتسمى أيضاً بالحاضنات المحمولة، وتُستخدم هذه الأنواع من الحاضنات عادةً لنقل الطفل إلى مستشفى مختلف أو الوصول إلى الأطباء المتخصصين في المجالات التي قد يحتاج الطفل فيها إلى رعاية إضافية.

وتشتمل حاضنة النقل عادة على جهاز تهوية صغير، وجهاز مراقبة القلب والجهاز التنفسي، ومضخة للحقن الوريدي، ومقياس التأكسج النبضي، بالإضافة إلى أسطوانات الإمداد بالأوكسجين.

ونظراً لصغر حجم الحاضنات المتنقلة، فهي تناسب جيداً الأماكن التي ربما لا تُتيح للحاضنات المغلقة والمفتوحة بالتواجد فيها.

ختاماً

قد تبدو الحاضنات مخيفة إلّا أنها معدات طبية مهمة توفر بيئات مُتحكم بها للأطفال الخدج والمرضى.

حيث ساهم وجود الحاضنات في إنقاذ حياة  الكثير من الأطفال الغير قادرين على البقاء على قيد الحياة.

فهي بمثابة الرحم الثاني لهم، وعلى الرغم من القلق الذي ينتاب الآباء عند زيارة أطفالهم وتواجدهم بين الحاضنات في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة

إلّا أن أزيز المعدات الكهربائية يُشير بأن الطفل يحصل على الأوكسجين والحرارة التي يحتاجها.

 ووجدت دراسة تبحث في الآثار طويلة المدى لرعاية الحاضنة من عام 2008 أن خطر الإصابة بالاكتئاب كان أقل بمرتين إلى ثلاث مرات بالنسبة للأطفال البالغين من العمر 21 عاماً والذين كانوا في الحاضنات عند الولادة.

فعلى الرغم من كون الحاضنة ليست كالأم بحنانها ورعايتها، إلّا أنها يمكن أن تساعد في توفير الأمان والدفء والبيانات المهمة لصحة الطفل.

ومن هذا المنطلق على الآباء أن لا يقلقوا بشأن التأثير العاطفي للانفصال عن أطفالهم ، بل عليهم أن يتشجعوا ويضعوا أطفالهم في الحاضنات إذا احتاجوا ذلك.

والجدير بالملاحظة، أنه يُتاح للآباء زيارة أطفالهم في وحدات العناية الفائقة لحديثي الولادة للتحدث معهم أو لمسهم أو إطعامهم مما سيشجع تطورهم ويسمح للآباء بتعزيز صلتهم بأطفالهم.

  • إعداد: المهندسة سهى عبدو
  • تحرير: المهندس بشار الحجي

اترك تعليقاً