كَمْ هوَ رائعٌ أنْ تمتلكَ غواصَتكَ الخاصَّةَ؟ بالطبعِ إنَّهُ لشعورٌ جميلٌ، ولكنْ كما نعلمُ فإنَّ الغواصاتَ غاليةُ الثمنِ، إضافةً لكونِها كبيرةٌ جداً
وبالتَّالي ستحتاجُ إلى الكثيرِ منَ الماءِ حتَّى تتمكَّنُ منَ الاستمتاعِ بها فمتوسطُ حوضُ الاستحمامِ لنْ يخِدمَكَ.
لكنْ إذا كانَ لديكَ غواصةٌ فأينَ ستذهب؟ هل ستذهبَ للبحثِ عنْ أسماكِ القرشِ؟ أو لاستكشافِ أعماقِ خندقِ ماريانا أو مثلثِ برمودا الغامض؟
وبما أنَّ أعماقَ البحارِ تحتوي على العديدِ منَ الحدودِ غيرَ المستكشفةِ فإنَّ مغامراتَكَ لنْ تنتهي أبداً.
غيرَ أنَّهُ بينَ الحينِ والآخرَ, قدْ ترغبُ في الصعودِ إلى السطحِ لترى ما يجري فوقَ الماءِ. لكنْ كيفَ ستفعلَ ذلكَ في غواصةٍ؟
ليسَ الأمُر كما لو أنَّ الغواصاتَ بها فتحاتِ سقفٍ يمكنكَ فتحَهَا لترى ما يحدثُ أعلاه.
كيفَ يمكنُ للغواصات أنْ ترى ما يجري فوقَ الماءِ؟
تتميَّزُ الغواصاتُ بجهازٍ خاصٍ يُسمَّى المنظار الذي يسمحُ للأشخاصِ داخلِ الغواصةِ برؤيةِ ما يجري فوقَ الماءِ.
وتأتي كلمةُ ” المنظارِ” منَ الكلماتِ اليونانيةِ Periو scopus والتي تعني ” حولَ ” و ” انظرْ”.
يمكنُ استخدامُ المنظارِ بعدةِ طرق:
ففي الحربِ العالميةِ الأولى تمَّ استخدامُ المنظارِ لرؤيةِ ما وراءِ قِمَمِ الخنادقِ. كما يتمُّ استخدامَها بشكلٍ متكرِّرٍ في المركباتِ المدرَّعَةِ
مثلَ الدباباتِ، لرؤيةِ الخارجِ عندما تكونُ جميعُ فتحاتِها مغلقةً بإحكامٍ.
ومنْ جهةٍ أخرى تشبهُ المناظيرُ التلسكوباتِ في كيفيةِ بنائِها وكيفيةِ عملِها، حيثُ أنَّ الجزءَ الرئيسيَّ منَ المنظارِ عبارةٌ عنْ أنبوبٍ طويلٍ بهِ مرآةٌ في كلِّ طرفٍ
وهذهِ المرايا مثبتةٌ بحيثُ تكونُ متوازيةً معَ بعضَها بزاوية ِ45 درجة.
وبترتيبِها بهذهِ الطريقةِ، ترتدُّ انعكاساتُ الضوءِ بينهَا. على سبيلِ المثالِ، يرتدُّ الضوءُ عنِ الكائنِ الذي تنظرُ إليهِ باستخدامِ المنظارِ
ثمَّ يدخلُ هذا الضوءُ إلى المنظارِ ويرتدُّ عنِ المرآةِ العلويةِ، وبعدَها يضربُ الضوءُ المرآةَ السفليةَ وينعكسُ في عينيكَ.
ونظراً لكونِ الغواصاتِ لا تستطيعُ غالباً الوصولَ إلى سطحِ الماءِ، فإنَّ مناظيرَها تمتلكُ عدساتٍ مكبَّرَةٍ خاصةٍ تجعلُ الصورَ المنعكسةَ أكبرُ
بحيثُ يمكنكُ رؤيتَها بسهولةٍ وبعدَ معرِفتِك هذا أليسَ منَ الَّرائعِ كيفَ يستخدمُ المنظارُ مبادئَ علميةً بسيطةً للسَّماحِ لكَ بالرؤيةِ حولَ الزوايا أو حتَّى فوقَ سطحِ الماءِ منَ الغواصةِ ؟
تاريخُ المنظارِ وتطوراتها في وقتنا الراهن داخل الغواصات
لم يتمكنْ المؤرخونَ من تحديدِ من اخترعَ المنظارَ ومتى تمَّ اختراعَهُ.
ومعَ ذلكَ، فهُمْ يعلمونَ أنَّ يوهان جوتنبرج ابتكرَ جهازاً يشبِهُ المنظارَ في ثلاثينياتِ القرنِ الرابعِ عشَرْ
حيثُ سمحَ للمشاهدينَ برؤيةِ أشخاصٍ آخرينَ في حشدٍ منَ الناسِ في المهرجاناتِ الدينيةِ.
وأخيراً، في التكنولوجيا الحديثةِ اليوم، يتمُّ تطويرُ مناظيرَ الغواصات باستبدالِ المرايا البسيطةِ.
حيثُ يستخدمُ البعضُ مواشيرَ معقدةً أقوى بكثيرٍ منَ المرايا العاديةِ. كما أنَّ بعضَ الغواصاتِ الأحدثِ لم تعدْ تحتوي على مناظيرٍ بعدَ الآن.
وإنَّما يستخدمونَ مستشعراتٍ إلكترونيةٍ خاصةٍ يمكنُ رفعَها فوقَ الماءِ، ثمَّ ترسلُ هذهِ المستشعراتِ إشاراتٍ إلكترونية مرةً أخرى إلى أجهزةِ كمبيوترٍ خاصةٍ داخلَ الغواصةِ.
مصدر المقال : اضغط هنا
- إعداد : المهندسة سهى عبدو
- تدقيق : المهندسة رهف النداف
- تحرير : المهندس بشار الحجي