ما إنْ تم الإنتهاء من بناء الطَّابق الثّاني من برج بيزا, حتّى بدأ هيكل البرج بالميلان, وعلى الرّغم من الإشكالات التّأسيسيّة فقد استمرَّ البناة في العمل حتّى اكتملَ المشروع.
اليوم, بعد ثمانية قرون و أربعةِ زلازلَ كبرى على الأقلّ فإنَّ المَعلَم الشهير لا يزال قائماً برغم ميلانه.
كيف تمكن المهندسين من حل لغز ثبات البرج ليومنا هذا ؟
قام فريقٌ من المهندسين في جامعة بريستول بتقديم حلّ للغز قدرة برج بيزا المائل على الثبات حتى اللَّحظة.
تقع بيزا بين نهري أرنو وسيرشيو ، وقد تم بناء برج المدينة الشّهير على أرضٍ ناعمةٍ تتكون بشكلٍ كبيرٍ من الطّينِ والأصدافِ والرّمالِ الناعمة.
وبسبب الأساسُ الغيرُ المستقرّ بدأ البرجَ بالغرقَ شيئًا فشيئًا, حتّى عام 2008، عندما أزالَ عمَّال البناءِ 70 طنًّا متريًّا من التّربة لتحقيقِ الاستقرار في موقع البرج.
واليوم, يميلُ البرجُ بزاويةِ 4 درجات بمسافة 13 قدماً عموديّاً .
يقول الباحثونَ أنّ الأوساخ المسؤولة عن انحناءِ البرج لعبتْ أيضًا دورًا حيويًا في بقائه قائماً و تُظهرُ دراستهم التي سيتم تقديمها في المؤتمر الأوروبيّ حول هندسةِ الزّلازل في اليونان
أنّ الجمع بين البرجِ الطويلِ والصلبِ مع التربةِ النّاعمةِ يعرفُ باسم تفاعلِ بنيةِ التّربةِ الديناميكيّ أو DSSI.
أثناء الزّلزال, يتحرّكُ البرجُ ويهتزُّ بالأرضِ بنفسِ الطريقةِ التي يتحركُ بها مع أساسٍ أكثرَ ثباتًا وثباتًا.
و وفقًا للمهندسين فإن برج بيزا المائل هو أفضلُ مثالٍ في العالم لتأثيرات DSSI .
وقال جورج ميلوناكيس ، مؤلّف الدّراسة المشارك:
“من المفارقات, أن نفس التّربة التي تسببّت في عدمِ الاستقرارِ وجعل البرجِ على وَشكِ الانهيارِ يمكن أن يُنسبَ إليها الفضلُ في مساعدتهِ على النَّجاةِ من هذه الأحداثِ الزلزالية.”
كانَ أساسُ البرجِ المقاومُ للزَّلازلِ حادثًا مهماً، و المهندسين اليوم مهتمُّونَ بدمجِ مبادئِ DSSI عن قصدٍ في الهياكل العمرانية بشرطِ بقاءِ الهيكلِ مستقيماً في ذاتِ الوقت.
مصدر المقال : اضغط هنا
- إعداد : المهندسة رهف ندّاف
- تحرير : المهندس بشار الحجي