قد لا تدرك عزيزي القارئ أن حياتك هي عبارة عن بيئة مبنية على النباتات ، إذ تُستخدم النباتات في كل شيء تقريباً
من الأدوية إلى الطعام إلى الصناعات مثل الورق والبلاستيك الحيوي وصناعة الأنسجة والمطاط والعديد من المنتجات الأخرى.
ولكن مع اشتداد ظاهرة التغيّر المناخي العالمية بات قطاع الزراعة يواجه العديد من التحديات.
إذ تشكل موجات الحر والجفاف المتتالية تهديداً على القطاع الزراعي في جميع أنحاء العالم
وتتوقع بعض الأبحاث و الدراسات أن يفقد وادي سان جواكين في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وحده ما يصل إلى 535000 فدان من الأراضي الزراعية
سيكون ذلك نتيجة لنقص إمدادات المياه على مدى العقود الثلاثة المقبلة، فما بالك لو غطت هي الدراسات جميع الدول في كوكبنا ؟
كم ستكون الخسائر المتوقعة حينها ؟
مهندسة تعمل على تمكين النباتات من مقاومة الظروف المناخية القاسية !
قامت المهندسة جينيفر بروفي وهي أستاذة مساعدة في الهندسة الحيوية بجامعة ستانفورد، بتطوير إمكانية تغيير جينات بعض أنواع النباتات حتى تقاوم الظروف المناخية القاسية.
وتقول: إن التغير المناخي يتغير بسرعة أكبر مما يمكن للانتقاء الطبيعي مواكبته، وإذا تمكننا من هندسة المحاصيل الزراعية لتقاوم الجفاف أكثر فربما يمكننا إنتاج نفس المنتجات بتكاليف أقل.
كيف يمكن للمهندسين جعل النباتات تقاوم التغير المناخي ؟
تقوم المهندسة جينيفر بروفي بتطوير تقنية هندسة وراثية جديدة يمكن أن تساعد النباتات على النمو في الظروف المناخية الصعبة.
ويتم ذلك من خلال تغيير جينوم المحاصيل المزروعة وبكتيريا التربة، وتعتقد المهندسة أنه من الممكن مساعدة النباتات على مقاومة الجفاف
وذلك عن طريق جعلها تخزن المياه وتستخدمه خلال فترة الجفاف، أو من خلال زراعة بذور النباتات في طبقات التربة العميقة التي لم تجف بعد.
ومن أجل جعل النباتات قادرة على مقاومة المناخ القاسي، قامت المهندسة بإنشاء تقنية أسمتها “الدوائر الجينية” تقوم بتغيير الجينات داخل خلايا النباتات.
تحاول المهندسة جينيفر ترسيخ مبادئ الهندسة الوراثية في تغيير شكل النباتات واستجابتها ووظائفها لتلائم احتياجات البشر.
لذا ستكون الدوائر الجينية قادرة على إحداث هذه التغييرات عند الحاجة لها وستكون مفيدة جداً في حالات الطقس المتقلبة و غير المتوقعة.
هل ستكون النباتات قادرة على مواجهة التغيرات المناخية الصعبة ؟
قالت المهندسة جينيفر: إن أجهزة الاستشعار عن بعد و أجهزة التنبؤ بالطقس تخبرنا ما اذا كان الجو سيكون حاراً أو بارداً أو معتدلاً
لكن النباتات لا تفهم هذه البيانات، فهي تتأقلم مع الطقس ضمن إمكانياته المحدودة للعيش.
فبعض النباتات تزهر في فصل الربيع ولكنها قد تزهر في فصل الشتاء إذا مرّ عليها عدة أيام شتوية دافئة
وعند إنتهاء هذه الأيام الدافئة وعودة الأيام الباردة ستموت النباتات، وهذا ما يحصل حالياً ويدمر المحاصيل الزراعية.
تُجري المهندسة بحثها على نبات عشبي يسمى Arabidopsis ولكن التجارب لاتزال في مراحلها المبكرة لاكتشاف كيفية تنشيط جينات معينة عند الحاجة لها.
وتضيف المهندسة من أن هندسة المحاصيل الزراعية الوراثية في المستقبل قد لا تقتصر على تعديل جينات النباتات فقط
بل ستشمل أيضاً تعديل البكتيريا الموجودة في التربة وهذا سيغني المزارعين عن استخدام المحفزات الكيميائية للنباتات
ختاماً
على الرغم من أن النباتات المعدلة وراثياً قد تكون غير آمنة، إلا أن المهندسة جينيفر تعتقد أنه يمكن أن تقدم هذه التقنية فوائد عديدة للمزارعين.
وتعتقد المهندسة جينيفر أن البشرية بحاجة إلى كل أداة ممكنة ومنها هذه التقنية ، لأن البيئة المناخية التي نعيش فيها أصبحت أكثر صعوبة.
فإذا تمكنا من جعل النباتات أكثر قوة فسنكون قادرين على مواجهة التغيرات المناخية غير المتوقعة.
المصدر: اضغط هنا
- إعداد: المهندسة ساره سلوم
- تحرير: المهندس بشار الحجي