وفقاً لإحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يعاني حوالي 37 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية فقط من مرض السكري.
أي ما يعادل شخصاً واحداً من كل عشرة أشخاص تقريباً يكون مصاب بالسكري، ويوجد 90 إلى 95 في المئة من بين المرضى يعانون من مرض السكري النمط الثاني.
ما هو مرض السكري وما خطورته ؟
من المعروف أنّ داء السكري هو حالة مرَضيّة لا يستطيع فيها الجسم تنظيم نسبة السكر في الدم بشكل فعّال
ممّا يزيد من تركيز السكر بشكل كبير ويكون السبب هو وجود خلل في هرمون يُسمّى الأنسولين.
وما هو جدير بالملاحظة، أنّ لهذا المرض تداعيات أخرى فقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة.
في دراسة تم نشرها حديثاً في مجلة Nature Biomedical Engineering قام بها فريق من الباحثين والمهندسين من كلية الطب في جامعة ييل وجامعة كاليفورنيا ومعاهد فينشتاين للأبحاث الطبية
تُشير إلى إمكانية علاج مرض السكري النمط الثاني بدون أدوية.
هل من الممكن فعلاً علاج مرض السكري النمط الثاني بدون أدوية ؟
تم تسليط الضوء في الدراسة على تقنية جديدة غير جراحية تستخدم الموجات فوق الصوتية بهدف تحفيز أعصاب معينة في الكبد.
ويُسمّى هذا الإجراء؛ ” التحفيز المحيطي المركّز بالموجات فوق الصوتية pFUS”
ويتمثّل مبدأ عمله بتوجيه نبضات الموجات فوق الصوتية عالية التركيز إلى مناطق نسيجيّة معيّنة تحتوي على نهايات عصبية.
سبب استخدام تقنية pFUS دون غيرها:
أوضح الفريق البحثي القائم على الابتكار، أنّه تم استخدام هذه التقنية لاستكشاف ما يحدث عند تحفيز منطقة معينة في الكبد
والتي تحتوي على الضفيرة العصبية البوابيّة الكبدية المسؤولة عن نقل المعلومات حول الغلوكوز وحالة المغذيات الأخرى إلى الدماغ.
وتم استخدام الموجات فوق الصوتية لدراسة هذه المنطقة نظراً لاحتوائها على هياكل عصبية صغيرة جداً
والتي لا يمكن تحفيزها بشكل منفصل باستخدام الأقطاب الكهربائية المزروعة.
وفي محاولة من الباحثين لإثبات ما توصلوا إليه تجريبيّاً قاموا باستخدام ثلاثة نماذج حيوانية مختلفة مصابة بمرض السكري (الفئران والجرذان والخنازير).
وأوضحوا من خلال التجربة أنه يمكن لفترات قصيرة من الموجات فوق الصوتية الموجهة إلى مجموعات معينة من الأعصاب في الكبد أن تُخفّض مستويات الأنسولين والغلوكوز.
حيث كانت ثلاث دقائق من الموجات فوق الصوتية المركّزة كل يوم كافية للحفاظ على مستويات السكر في الدم طبيعية لدى الفئران المصابة بداء السكري.
وعلى أثر ذلك، يجري الباحثون حالياً تجاربهم السريرية على مجموعة من المصابين بداء السكري نمط الثاني، لتحديد إمكانية تطبيق هذه التقنية على البشر
ممّا سيُغني عن الحاجة لمراقبة تركيز السكر في الدم وإدارته بإجراء اختبارات سكر الدم أو حقن الأنسولين أو استخدام العلاجات الدوائية.
الرؤية المستقبلية لتقنية pFUS
هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل تطبيق تقنية pFUS سريريّاً على البشر.
ومن هذه التحديات هي أنّ أدوات الموجات فوق الصوتية المستخدمة حالياً تحتاج إلى فنّيين مُدرّبين للعمل عليها
الأمر الذي يستدعي تبسيط وأتمتة هذه الأنظمة بطريقة تمكّن المرضى من استخدامها بمفردهم منزليّاً.
وفي صدد ذلك، قال رايموند هيرزوغ وهو اختصاصي غدد في جامعة ييل: ” لسوء الحظ، يوجد حاليّاً عدد قليل جداً من الأدوية التي تخفض مستويات الأنسولين
وبالتالي إذا أثبتت تجاربنا السريرية المستمرة فعاليتها سنتمكّن من استخدام الموجات فوق الصوتية لخفض مستويات الأنسولين والغلوكوز
الأمر الذي سيجعل التعديل العصبي بالموجات فوق الصوتية إضافة مثيرة وجديدة تماماً لخيارات العلاج الحالية لمرضى السكري”.
ختاماً
يأمل الباحثون والمهندسون القائمون على هذه التقنية من أن يتم علاج داء السكري ذو النمط الثاني بدون أية عقاقير.
بدورنا نأمل أيضاً أن تُثمر جهود المهندسون والباحثون في إيجاد علاج جذريّ كاللقاح لعلاج مرض السكري ذو النوع الأول الغير قابل للعلاج حتى الآن.
المصدر: اضغط هنا
- إعداد: المهندسة سهى عبدو
- تحرير: المهندس بشار الحجي