Open Hours of Mon - fri: 8am - 6pm, UAE
تقنية

تقنية جديدة لتعلم الآلة تكتشف الأورام التي يصعب اكتشافها في الجهاز الهضميّ

يعدُّ الكشفُ المبكّرُ عن الأورام أمراً ضرورياً عندما يتعلقُ الأمرُ بتجنبِ الأذية للأوعيةِ الدّمويّة والأنسجة البشريّة

وهذا الأمر ليس سهلاً، إذ يتطلبُ هذا الكشف تقنيةَ تصوير متقدمة وقد لا تكون متاحة بشكلٍ كبير.

كما أنّ بعضَ الأورام تكون مغطاةً بطبقةٍ مخاطيّة، وهذا ما يجعلُ العلماءَ غير قادرين على ملاحظتها باستخدام الطّرق القياسيّة، مثل التّنظير الدّاخليّ أو الوصول إليها عن طريق الخزعات.

وفي هذا الإطار، نذكرُ على وجه الخصوص أورامَ الجهاز الهضميّ الباطنيّة (GISTs) الّتي تتطلبُ طرقاً صعبة لكشفها مما يُطيلُ زمنَ تشخيصها.

وفي محاولةٍ لتحسين أساليب التّشخيص لهذا النوع من الأورام (GISTs)، طوّْرت مجموعةٌ من جامعة طوكيو للعلوم (TUS) بالتعاون مع مشفى المركز الوطنيّ للسرطان في شرق اليابان

تقنيةً تستخدمُ التّصوير فوقَ الطّيفيّ القريب من الأشعة تحتَ الحمراء (NIR-HSI) بالإضافة إلى التّعلم الآليّ..

وسُجّلتِ النّتائجُ الّتي توصلوا إليها بشكلٍ مُفصّل في تقاريرَ الطّبيعة العلميّة.

قالَ الدّكتور تاكيمورا (رئيسُ الدّراسة) في بيانٍ صحفي:

“تشبهُ هذه التّقنيةُ إلى حدٍّ ما الأشعة السّينيّة، وتتجلّى فكرتها في استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسيّ الّذي يمكنهُ المرور عبر الجسم لتكوين صور لبنيته الدّاخليّة”.

وأضافَ: “إنَّ الاختلافَ يكمن في كون الأشعة السّينيّة تتراوحُ من 0.01 إلى 10 نانومتر، بينما الأشعة القريبة من الأشعةِ تحتَ الحمراء تبلغُ حوالي 800- 2500 نانومتر..

وعند هذا الطّول الموجي؛ ستقومُ الأشعةُ القريبة من الأشعةِ تحتَ الحمراء بجعلِ الأنسجة تبدو شفافة في الصّور..

 وتعتبرُ الأطوالُ الموجيّة هذه أقلَّ ضرراً على المريضِ حتى من الأشعة المرئيّة”.

تجربةُ الفريق:

أجرى فريقُ الدّكتور تاكيمورا تجاربَ تصويرٍ على 12 مريض لديهم حالات مؤكدة من أورام الجهاز الهضميّ الباطنيّة (GISTs)، والّذين تمّت إزالة أورامهم عن طريقِ الجراحة.

 وقبلَ أن يقومَ أخصائي علم الأمراض بفحصِ الصّور ووضعِ علامة على الأنسجة الطّبيعيّة والورم

قامَ الفريقُ بتصويرِ الأنسجة المستأصلة باستخدام تقنية التّصوير فوقَ الطّيفيّ القريب من الأشعة تحتَ الحمراء (NIR-HSI)، ثمّ تمَّ استخدام الصّور كبياناتِ تدريبٍ لخوارزمية التّعلم الآليّ.

وعلى الرّغم من أنّ 10 أورام من أصل  12 -من الّتي تمّ اختبارها كانت مغطاة جزئيّاً أو كليّاً بطبقةٍ مخاطيّة

أظهرتْ هذه التّجاربُ أنّ تحليلَ التّعلّم الآليّ كان قادراً على تحديدِ أورام (GISTs)، بالإضافةِ لقدرته على ترميزِ الأورام والأقسام السّليمة بشكلٍ صحيح باستخدامِ دقة 86%.

Images used by the TUS team’s machine learning algorithm, Source: Tokyo University of Science

وكذلك أوضحَ الدّكتور تاكيمورا في سياق حديثه عن هذه التّقنية:

” إنَّ القدرةَ على التّشخيصِ الدّقيق والسّريع وغير الجراحيّ للأنواع المختلفة من الأورام

تحتَ المخاطيّة- بدونِ خزعات والّتي كانت تتطلبُ تدخلاً جراحيّ يُعتبر تطوراً مثيراً للغاية، كما أنّه أسهل بكثير بالنسبةِ للمرضى والأطباء”.

وأخيراً

على الرّغم من أنّ البحثَ لايزالُ في مراحله الأوّلى، إلّا أنّ الفريقَ يعتقد بأنّه الخطوةُ الأوّلى المهمة نحوَ البحث الرّائد في اكتشافِ الأورام وعلاجها

ويأملُ الباحثون أن يكون الكشفُ المبكّر لأورام (GISTs) الدّقيق وغير الجراحي تقنيةً متاحةً على نطاقٍ واسعٍ في المستقبلِ القريب.

مصدر المقال : اضغط هنا

  • إعداد : المهندسة سهى عبدو
  • تدقيق : المهندسة أسماء حمود
  • تحرير : المهندس بشار الحجي

اترك تعليقاً